السبت، 19 يناير 2013


الدكتورة هدى عبدالرحمن

  نظر له الطبيبُ وابتسم ابتسامةً باهتةً تخفى خلفها بعض الضيقِ .. قائلاً : "اسف التحليل إيجابى " ...
بُهت أحمد وهو يردد مذعوراً " كيف ليس فى عائلتى مريضٌ سكرى ؟! "
استطرد الطبيبُ " ليس كل السكرِ وراثياً ..اطمئن السكر لم يعد بهذه الخطورة ويمكننا السيطرة عليه .. فقط اتبع التعليمات " ..ابتسم أحمد بمرارة : " بأذن الله " وانصرف عائداَ الى المنزل ..
جلس أمام الشبكة العنكبوتية (النت ) يحدث نفسه بوجل وتحدى " لابد ان اعرف كل شئ عنه ..لابد من السيطرة عليه
كما قال الطبيب " ...
بدأ البحث ..ظهرت النتيجة ..
استوقفه خبر سار ( اكتشاف علاج جديد وفعال لمرض السكر ) ..
ضغط سريعا املا ف الشفاء ..
قرأ بقية الخبر المفاجأة (الدواء الجديد توصلت اليه الطبيبة النجيبة ... هدى عبد الرحمن )...
ضحك بصوت عالى وهو يردد  : "فعلا خبر سار" 
وهو سار ليس لانه علاجاً جديداً للسكر ولكن لان صاحبته هى الدكتورة هدى ...
سنوات وسنوات مرت منذ رآها اخر مرة فى حفل نهاية المدرسة الثانوية التى جمعتهما معاً ..كانت الاولى دائما ..
كم كان شغوفاً بهدوئها وطموحها وابتسامتها الرقيقة وتواضعها الجم ..
التحقت بكلية الطب وألتحق هو بكلية التجارة ...
ومن يومها انقطعت أخبارها ولكن ابتسامتها كانت تزوره دائما مع الذكريات من ان لاخر
وها هى فجأة تطل عليه من النت بوجهها الصبوح وابتسامتها الرقيقة ..
تغيرت قليلا ..ارتدت نظارة طبية وهذا امر طبيعى لمجتهدة مثلها ..
ازدادت نحافة وهذا ايضا امر طبيعى فلابد انها تبذل مجهودًا شاقا ولا تأكل جيداً كعادتها ..
لكن ابتسامتها لم تتغير ..مازالت شمساً مشرقة وكعادتها اشرقت فى لحظة حرجة من حياته بدواء لمرضه ...
تناول هاتفه بسرعة طلب المستشفى ...
نزل مسرعاً ادار محرك سيارته ..راجياً الله ان تتذكره ..
وصل الى المستشفى ..توجه الى عيادة السكر ..
لمحها .. اقترب منها فى وجل وحذر " مساء الخير دكتورة هدى "
رفعت رأسها وبابتسامتها الرائعة ردت " مساء النـ  ور ....لم تكملها زادت ابتسامتها ...
وبهدوء يعرفه جيدا ..... " معقول احمد !!! اهلا وسهلا "
ابتسم وقد هربت كل الكلمات " لم اتوقع ان تتذكريننى ! "
ابتسمت بحياء شديد - يعرفه جيدا وقد كان مثار اعجاب كل الطلبة – :" كيف لا اتذكر زميل الزمن الجميل .....اهلا بك ..ماذا تشرب ؟ " ..
ابتسم وهو يردد " شاى بدون سكر ..واكمل بأسى .. اننى مريض سكرى " ...
ردت برفق " اطمئن العلاج سهل باذن الله "
رد مطمئناً  : "اعرف ولهذا جئت " ..
تناولت جهاز السكر ..اخذت عينة الدم ..كتبت الدواء ... شرحت التعليمات .....
وابتسمت " الاستشارة الاسبوع القادم "
شكرها وانصرف وقد احس بالشفاء ...
لاحظ انها لا ترتدى خاتم الزواج .....
ولهذا وبعد ان ابتعد قليلا عاد اليها مترددا .."دكتورة هدى هل تسمحين لى بسؤال شخصى ؟ "
هزت رأسها دليل الاجاب ..." كيف حال زوجك واولادك ؟ "
شعرت بالارتباك ..ردت بأسف وحياء " لم اتزوج " ..
ودون ان يشعر ابتسم ابتسامة انارت وجهه وكأن اجابتها طوق نجاة ألقته إليه فى بحر غريق ....
وأردفت وهى باسمة "وكيف حال زوجتك واولادك ؟"  ...
رد السؤال بسؤال صدمها به..." هل تقبلينى زوجا ؟"  ...
لم ينتظر الاجابة ..
انصرف وهو يردد موعدنا الاسبوع القادم ...
فقد وصله الرد ف ابتسامة خجولة  ......
هرول وهو يشكر النت والسكر الذى اختفى من طعامه وشرابه ليحلى حياته كلها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق