الخميس، 10 مايو 2012


يوميات امرأة عاملة  يوميات امرأة عاملة  يوميات امرأة عاملة

استيقظت ايمان مبكرة... تسابق الزمن ... نظرت الى ساعتها ... هرولت تلملم حاجياتها .. اسرعت الى طفلتها الجميلة النائمة تحاول ايقاظها بلا جدو ..حاولتا ان تجرعها شربة ماء تقيها من البرد .. ضمتها الى صدرها .. اتجهت لاهثة الى دار الحضانة .. ااااه ... الوقت فى الصباح يمر كالبرق .. تحتاج ايمان كل صباح لعمل الكثير والكثير .. الوقت احيانا يضيق بما تريد ..افكار شتى تزدحم برأسها الصغير تتضارب مع الرغبات والقدرات .. متعبة هى ومجهدة .. يعتصر قلبها من اجل جميلتها النائمة .. تخشى ان تستيقظ وتبكى يوميات امرأة عاملة  فيتمزق قلبها .. ظلت تهرول وتهرول .. كى لايهرب الوقت منها ... وصلت الى الحضانة .. فجأة استيقظت الصغيرة .. وابتسمت ابتسامة ملائكية اضاءت قلب الام .. ونظرت لامها بعطف ولسان حالها يردد " امى احمد الله اننى معك وفى احضانك ..امى ارجوك لا تتركينى اشعر بالسعادة فقط وانا معك وبجوار قلبك " ... ابتسمت ايمان ابتسامة باهتة وضمت الصغيرة ضمة اكثر حنانا تأكيدا للامان ... ضمة اعتذار عن تلك الساعات التى تتركها فيها ... اعتذار غير مكتوب وغير مُعلن .. لاتملك غيره ... ناولت الصغيرة للمربية .. علا صوت الصغيرة بالصراخ ... هرولت ايمان هربا من الصراخ الذى يلاحقها فيصفع قلبها يوميات امرأة عاملة  ... تهرول وهى تبادل الصغيرة الصراخ بلا صوت ولسان حالها يعتذر لجميلتها " سامحينى .. اخرج للعمل ليس حبا فى الخروج .. لكنها اقتصاديات الحياة الصعبة ... سامحينى " وصلت ايمان الى محطة الاتوبيس ... المعاناة اليومية ... بل الاهانة اليومية لكن لامفر من انتظاره .. الاتوبيس قادم من بعيد ... الجميع يهرولون نحوه .. ليس به مكان لقدم .. ورغم ذلك الكل يحاول ... ركبت ايمان وبداخله كان الجهاد الاكبر كى تستطيع الوقوف على قدم واحدة ... وصلت الى العمل مجهدة ومتعبة ... يقابلها رئيسها بوجهٍ عبوس " اسف لا امضاء لك اليوم لقد تأخرتى " تذهب الى مكتبها كسيرة الفؤاد مشتتة الفكر .. تؤدى عملها بكل الضيق والالم والتمزق ... تصرخ صرخات مكتومة .. تبكى بلا دموع .. تتذكر ايام كان المستقبل مجرد احلام ... جميلا مشرقا ... اما اليوم فكل شئ تغير تبدل .. لا احلام ... الواقع .مؤلم ... يذرف قلبها دمعة تودع بها اجمل الاحلام ... تنعى بها امال قد ولت .. تعمل فى صمت .. تدق الساعة الثالثة ... تلهث الى الحضانة ... تقابلها الصغيرة بالعتاب ... تمزق قلبها بالدموع وتغادر الحضانة .. تشترى كل احتياجات المنزل والاولاد .. تصل اكثر اجهادا ... تنظر حولها تشعر بالحيرة تحاول تحديد اولويات العمل ... الغذاء .. الغسيل ... مذاكرة الاولاد ...و ...و.... النوم اخر ماتفكر فيه ... عدد ساعات النوم لايتعدى اليد الواحدة .. صارت مجهدة عاطفياً وجسدياً ونفسياً ... الاحلام صارت كوابيساً .. تترقرق الدموع دائما بعينيها مع كل فراق ولقاء لصغيرتها وفى كل صباح تدور الدائرة وتطحنها الرحا وتظل تطحنها ..الى متى ؟؟ ... لا تدرى
يوميات امرأة عاملة  يوميات امرأة عاملة  يوميات امرأة عاملة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق